مهنة الدليل فى الثقافة العربية (المرشد السياحي حديثا)
مهنة الدليل في الثقافة العربية تعتبر مهمة ذات قيمة عالية وتاريخ طويل في عدد من البلدان العربية. الدليل هو شخص يقوم بإرشاد وتوجيه الزوار والسياح ويعرفهم على الأماكن السياحية والمعالم الثقافية والتاريخية والطبيعية في المنطقة التي يعمل فيها. يُعد الدليل سفيراً لبلده ولثقافته، ويساعد الزوار على فهم واكتشاف الجوانب الثقافية والاجتماعية والتاريخية للمكان الذي يزورونه.
تُعزى أهمية مهنة الدليل في الثقافة العربية إلى عدة عوامل، منها:
- الحفاظ على التراث والثقافة: يساعد الدليل الزوار على فهم التراث والثقافة العربية، من خلال شرح التاريخ والعادات والتقاليد والمعتقدات المحلية، ويساعدهم في التعرف على الفلكلور الشعبي والتراث الفني والعمراني للمنطقة.
- تعزيز التفاهم الثقافي: يعد الدليل وسيطاً للتواصل الثقافي بين الزوار والمجتمع المحلي، حيث يساعد في تبادل الثقافات وتعزيز التفاهم والاحترام المتبادل بين الثقافات المختلفة.
- تعزيز الاقتصاد المحلي: تعد مهنة الدليل مصدرًا هامًا للدخل في العديد من المناطق السياحية، حيث يستدعي وجود الزوار والسياح زيادة في الطلب على خدمات الدليل وبالتالي تعزيز الاقتصاد المحلي عن طريق توفير فرص عمل للمحليين.
- تعزيز السياحة الثقافية: يعد الدليل جزءًا أساسيًا من قطاع السياحة الثقافية في العديد من البلدان العربية
، حيث يساعد في تعزيز جاذبية الوجهات الثقافية وجذب المزيد من الزوار الراغبين في استكشاف التراث والثقافة العربية.
- الحفاظ على الأماكن الأثرية والتراثية: يقوم الدليل بتوعية الزوار حول أهمية الحفاظ على المواقع الأثرية والتراثية، ويساعدهم في فهم القواعد واللوائح المتعلقة بزيارة هذه الأماكن، وبالتالي يساهم في الحفاظ على التراث العربي القديم والمحافظة عليه للأجيال القادمة.
- تعزيز الوعي البيئي: يمكن أن يلعب الدليل دورًا في زيادة الوعي البيئي لدى الزوار، من خلال توعيتهم بأهمية الحفاظ على البيئة المحلية والطبيعة والتراث البيئي، وتعزيز سلوكيات السياحة المسؤولة. ولذلك فإن
مهنة الدليل في الثقافة العربية تلعب دورًا هامًا في تعزيز التفاهم الثقافي، الحفاظ على التراث والثقافة، تعزيز الاقتصاد المحلي والسياحة الثقافية، الحفاظ على الأماكن الأثرية والتراثية، وزيادة الوعي البيئي لدى الزوار.
طبيعة مهنة الدليل قديما
في الثقافة العربية القديمة، كان دور الدليل مهمًا أيضًا ولكن كان يتباين قليلاً عن الدور الحالي. فيما يلي بعض الجوانب المهمة لمهنة الدليل في الثقافة العربية القديمة:
- الراشدين: في فترة الخلافة الإسلامية الأولى، كان الدليل يلعب دورًا هامًا في إرشاد الركاب والمساعدة على توجيههم على الطرق وفي المدن، حيث كانوا يُعرفون باسم “الراشدين” وكانوا يقدمون المشورة والإرشاد للمسلمين الجدد والزوار.
- الحج: في فترة ما قبل الإسلام، كان الدليل يلعب دورًا هامًا في مساعدة الحجاج على الوصول إلى مكة المكرمة وأداء فريضة الحج. كانوا يوفرون الإرشاد والمساعدة في التنقل والإقامة وتنظيم الرحلات الدينية.
- الاكتشاف والاستكشاف: في العصور القديمة، كان الدليل يلعب دورًا في استكشاف المناطق الجديدة والمجهولة، وتوجيه المسافرين والتجار والباحثين على الطرق والممرات الصحراوية والبحرية.
- القصص والحكايات: كان الدليل يروي القصص والحكايات المحلية والتراثية للزوار، ويشرح التاريخ والثقافة المحلية، ويقدم تفسيرات وتوجيهات حول المعالم والمواقع الثقافية.
- الحماية والأمان: كان الدليل يساعد في حماية الزوار من المخاطر المحتملة، مثل الهجمات البرية أو الاختلالات الجوية، وكان يوفر الأمان والحماية للمسافرين أثناء رحلاتهم.
باختصار، في الثقافة العربية القديمة، كان دور الدليل يركز على توجيه وإرشاد المسافرين ومصاحبتهم فى عبر اقصر الطرق وأكثرها أمان وأقلها خطورة وذلك لخبرته الطويلة فى السفر والترحال عبر تلك الطرق القديمة والمساعدة
على توجيه وإرشاد المسافرين ومساعدتهم فى التنقل واستكشاف المناطق الجديدة وتقديم المعرفة الثقافية والتاريخية. كما كان يقدم الأمان والحماية للمسافرين ويساعدهم على تجاوز التحديات والمخاطر المحتملة. كان الدليل يمثل شكلاً من أشكال التواصل الثقافي والتبادل الثقافي بين الشعوب والثقافات المختلفة، وكان يسهم في إثراء تجارب السفر والاستكشاف والتعلم في الثقافة العربية القديمة.